المساهمات : 264 تاريخ التسجيل : 20/08/2008 العمر : 35
موضوع: ادعيه جميله جدا الأحد سبتمبر 07, 2008 1:41 pm
الإنسان فقير إلى الله، والله تعالى هو الغني، فكل شيء مفتقر إليه، وفي حاجة إليه، كما قال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ" (سورة فاطر، الآية: 15).
ومن مظاهر افتقار العبد لله دعاؤه لله، وأن يكون لحوحًا في الدعاء، لأنه كما جاء في الحديث: "الدعاء مخ العبادة، وفي رواية: "الدعاء هو العبادة"، وقد نادانا الله تعالى: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ" (سورة غافر، الآية: 60)، كما قال تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" (سورة البقرة، الآية: 186).
وقد مر إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه بسوق البصرة فاجتمع إليه الناس وقالوا: "يا أبا إسحاق مالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟!، قال: لأن قلــوبــكم ماتت بعشـــرة أشيـــــاء، عرفتم الله تعالي، فلم تؤدوا حقه، وزعمتم أنكم تحبون رسوله صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته، وقرأتم القرآن ولم تعملوا به، وأكلتم نعمة الله تعالى ولم تؤدوا شكرها، وقلتــم أن الشيطان عدوكم ووافقتمـــوه، وقلتــم أن الجنـة حـق ولم تعملـوا لها، وقلتــم أن النـار حـق ولم تهربوا منهــا، وقلتــم أن المـوت حـق ولم تستعــدوا له، وإذا انتبهتم من النوم اشتغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم، ودفنتــوا موتاكم ولم تعتبـروا بهم".
وهناك أسباب آخرى غير ما ورد في الحديث، تجعل الدعاء كأن لم يكن، منها: الحرص على الدنيا، التعلق بغير الله تعالى، كثرة النوم، التكاسل عن الطاعات، أكل الحرام من الأموال والأطعمة والأشربة، الترف الزائد والغرور الكاذب، الغيبة والنميمة واللعن والسب وجعل أعراض الناس مادة للفكاهة والتسلية، الكذب والبهتان والافتراء، السخرية والاستهزاء بالآخرين، كثرة الضحك والمزاح واللهو واللعب، الكبر والإعجاب بالنفس والزهو، الحقد والحسد والبغضاء والتنافس في الدنيا، الغضب وسوء الظن بالآخرين وضيق الصدر بهم، البخل والشح وقبض اليد عن الإنفاق في مجالات الخير، الغفلة عن ذكر الله عز وجل وشكره والثناء عليه، التهاون في أداء الصلاة وعدم احترام مواقيتها وأركانها وواجباتها وسننها، ترك صلاة الجماعة، عدم الخشوع في الصلاة، مجالسة أهل الأهواء والبدع، تضييع الأوقات فيما لايفيد، تعمد ترك السنة والنوافل، إخلاف وخيانة الوعد، كثرة الكلام بغير ذكر الله، طاعة الشيطان وأتباعه، اتباع النفس الأمّارة بالسوء، التشبه بأعداء الله الكافرين، تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، الظلم والتعدي على الآخرين والبغي عليهم بغير حق، الجهل بأمور الدين والدنيا، التساهل في إتيان الذنوب.
وغيرها الكثير من أسباب تدفع القلب للقسوة، وتفقد الألسنة مذلة الدعاء والأبتهال إلى الله تعالى، فنسأل الله عز وجل أن يشفي قلوبنا مما هي فيه، ويقربنا إليه فنكون من الفائزين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.