بحيرة المنزلة بين الموت والحياة

المساهمات : 57 تاريخ التسجيل : 21/08/2008

<table borderColor=#cfd1fc cellSpacing=1 borderColorDark=#caccfb cellPadding=3 width="100%" borderColorLight=#c8cafb border=0><tr><td align=right>بحيرة المنزلة بين الموت والحياة</TD></TR></TABLE>

<table style="FLOAT: left; BORDER-COLLAPSE: collapse" height=0 cellPadding=0 width=0 border=0><tr><td>
</TD></TR></TABLE>

6/8/2006
بحيرة المنزلة بين الموت والحياة

المعايش لبحيرة المنزلة حين رخاؤها والناظر إليها الآن يدرك كم حجم المأساة التي آلت إليها بحيرة المنزلة من مساحة 750 ألف فدان أصبحت الآن أقل من 100 ألف فدان كانت تنتج كافة أنواع الأسماك البحرية فأصبح إنتاجها واقفا على البلطي كان يخرج منها عشرات سيارات النقل محملة بالأسماك إلى كافة أنحاء الجمهورية فأصبح الأن لا يخرج منها سوى بضع سيارات وتحملت مدينة المطرية بحكم موقعها ونشاط أكثر من 90% من عدد سكانها العبء الأكبر في تحمل هذه الكارثة وانعكست هذه المأساة منطقيا على سائر أهالي مدينة المطرية وكافة القرى المحيطة بالبحيرة ترى ماهي أهم المشاكل وماهي الآثار المترتبة على تدهور البحيرة ؟

أ: مشاكل بحيرة المنزلة ؟
1- مشكلة التجفيف :دأبت وزارة الزراعة خلال الخمسين عاما الأخيرة على تجفيف مساحات شاسعة من البحيرة دون مراعاة لخطورة الآثار المترتبة على التجفيف وكأن أرض مصر خلت من الأراضي الصحراوية القابلة للإستصلاح وكل الدراسات أكدت أن إنتاجية الفدان المائي تعطي أضعاف إنتاجية الفدان الزراعي فضلا عن التكلفة الباهظة التي يتكلفها الفدان الذي يتم إستصلاحه هذا بالإضافة إلى تبعية أكثر من ثلثي مساحة البحيرة لمحافظة بورسعيد جعل البحيرة خلال العشرين عاما الأخيرة مالا مستباحا لمشروعات وطرق محافظة بورسعيد وكان لإنشاء ترعة السلام بالطريقة التي تمت بها أثرا كبيرا لإستقطاع مئات الألوف من الأفدنة من البحيرة وحتى اليوم مازال سلاح التجفيف مسلطا على رقبة بحيرة المنزلة من قبل بعض الأهالي دون التفكير أننا نستقطع أرضا عامة لجموع الصيادين لصالح مجموعة خاصة وهذا ظلم لا يرضى به الله
2- مشكلة التعديات وطرق الصيد الجائر: كان لتدهور البحيرة ولحالة الإسترخاء الأمني أثرا كبيرا في تشجيع كثير من الأهالي إلى استحداث طرق للصيد تتناسب مع ما آلت اليه البحيرة من تدهور والحصول على أسماك بأي طريقة حتى وأن أدت إلى موت البحيرة و لجأ آخرون إلى تحويط مساحات كبيرة من مياه الصيد الحر بجسور أو تحاويط من السدد والغاب او حلاويق من ورد النيل مما مثل إعتداءا على الملكية العامة للبحيرة وفي ظل استمرارية التدهور فدائما الحاجة تولد لدى الصيادين طرقا جديدة للصيد سعيا للبقاء
3- مشكلة السكوت والتراخي الأمني والعجز القانوني :
ماكان لحجم التعديات والصيد الجائر أن يبلغ مداه إلا لعدم وجود منظومة أمنية متكاملة ذات تواجد مستمر وفعال في مختلف أجزاء البحيرة وهو ما كان متحققا في زمن تبعية البحيرة لسلاح الحدود مع إنكارنا لما كان يحدث فيها من تجاوزات للعدل والحق حيث كانت توجد أكشاك أمنية تكفل الردع قبل حدوث التعدي هذا بالإضافة الى أن شبكة القوانين المنظمة للصيد والراعية لحرمات البحيرة غير كافية وبحاجة الى إعادة تقنين حتى تفي بالمستجدات والطوارئ التي حدثت للبحيرة
4- مشكلة الإطماء والتلوث البيئي :كان لنزول ملوثات الصرف الصحي والصناعي ومخلفات ورد النيل وعدم التجديد لمصادر المياه للبحيرة أكبر الأثر في زيادة الرواسب العالقة بقاع البحيرة مما أدى إلى انخفاض منسوب المياه في أماكن كثيرة من البحيرة وإلى عدم آهلية قاع البحيرة لأن تكون مرعى انتاجيا وآمنا للأسماك
5- مشكلة عدم تطير البواغيز والفتحات : تتصل بحيرة المنزلة من ناحية الشرق بقناة الأتصال التي تصلها بقناة السويس وهذه شبه مغلقة ويعوقها الكوبري القديم المتهدم وهو مايعرف بكوبري الرسوة ومن ناحية الغرب توجد فتحة العنانية

وفتحة الصفارة والرطمة التي تصل مياه النيل بالبحيرة وهذه الفتحات مهملة منذ زمن بعيد ولم تمتد إليها يد التطهير لتنعش البحيرة بالمياه العذبة وخاصة بعد إنشاء ترعة السلام وتتصل البحيرة من الناحية الشمالية بكوبري الجميل القديم وكبري الجميل الجديد وفتحة البغدادي وفتحة الماسورة التي تصل البحيرة بمياه المثلث وكان لانشاء طريق بورسعيد الدائري عائقا صناعيا وصار الكوبريين المقاميين في اتجاه البوغازين عائقين أمام البوغازالقديم والجديد بالاضافة أن البوغازين من ناحية البحيرة في حاجة إلى تطهير دائم ومستمر يمتد الى عمق البحيرة من كافة الإتجاهات وإلى إزالة كافة الحشائش والغاب المعوق لمرور المياه وفتح وتطهير مقاطع تصل البواغيز إلى عمق البحيرة وتتصل البحيرة من الناحية الجنوبية بمصرف بحر البقر ومصرف حادوس الذين يعتبروا المصدرين الرئيسيين لورد النيل في البحيرة الذي يمثل أكبر عوائق البحيرة

الحلول المقترحة

1- وضع خطة لتطوير وتنمية البحيرة من كافة الوجوه من تطهير للبواغيز ووجود كراكات ثابتة في البحيرة لتطهير قاع البحيرة من الرواسب مع وجود صالات حاملة لنواتج التطهير ودراسة امكانية انشاء بوغاز جديد يتبعه ميناء للصيد يمثل متنفسا لصيادي بحيرة المنزلة للصيد في البحر المتوسط وإنشاء جهاز في البحيرة يتبعه كل الهيئات والإدارات التي لها شأن بالبحيرة وعمل كيانات مستقرة للأسر التي تعيش في البحيرة وإمدادها بحاجاتها من المياه والكهرباء والمدارس وإنشاء منتجع سياحي ذو مذاق خاص على البحيرة
التمويل : منحة من الصندوق الإجتماعي منحة من أحد الدول الواقعة على حوض البحر المتوسط أو جزء من أموال الترخيص لشبكة المحمول الثالثة 16.7 مليار جنيه
الأثار الإجتماعية والإقتصادية والأمنية لتدهور بحيرة المنزلة
1- تأثر الناتج القومي بتدهور بحيرة المنزلة حيث أن ضعف انتاج البحيرة يؤدي الى زيادة الحاجة إلى استيراد الأسماك المجمدة بمئات الملايين من الجنيهات سنويا
2- إنخفاض الدخل لأكثر من 100 ألف أسرة تعيش بصورة مباشرة وغير مباشرة على انتاج بحيرة المنزلة
3- هجرة عشرات الألوف من الصيادين الى اليونان وليبيا طلبا للرزق مما أحدث خللا أسريا لكثير من الأسر التي ترزق من بحيرة المنزلة هل آن لنا أن نعيش الى اليوم الذي نرى فيه بحيرة المنزلة نظيفة ونقية وتنشر خيرها ورخاءها على من حولها ؟
4- ظهور كثير من حالات الفقر والبطالة حيث كانت البحيرة مصدرا لتشغيل الرجال والشباب
5- إنتشار كثير من الأمراض مثل الفشل الكلوي وفقر الدم والإلتهاب الكبدي والبلهاريسيا ودوالي المريئ وغيرها
6- انتشار الجريمة بصورها المتعددة والمختلفة كأثر من حالات العجز والفقر والبطالة
7- ظهور و انتشار وتنامي حالات السخط العام من كل القانطين حول بحيرة المنزلة من سياسة التهميش والإغفال عن رأي أصحاب المصلحة في البحيرة فيما يتخذ بشأنها من قرارات وعدم مراعاة حجم الضرر الذي تسبب لهم بإهمال الحكومة لشأن بحيرة المنزلة
وبعد
فهل آن لحكومتنا أن ترعى مصلحة مئات الألوف من الأسر التي تعيش على بحيرة المنزلة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة هل آن للحياة أن تدب مرة أخرى في بحيرة المنزلة ؟
هل آن لنا أن نشعر أن لنا رأيا يحترمه حكامنا ويدركوا كم حجم المأساة التى يعيشها أكثر من مليون فرد معلقة همومهم بحل مشكلة بحيرة المنزلة؟